الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
تصانيف
البلاغة
(ولئن قل الحق لربما(1) ولعل): لأن أنصاره قليلون، ومتبعوه في غاية الندرة، ومتعلق رب محذوف أي ربما كان ذاك(2)، ولعل اسمها وخبرها محذوفان، أي ولعل ذاك حاصل، وحذفه إنما ساغ للعلم به، وهو واقع في كلام الفصحاء كثيرا.
ويحكى عن عمر بن عبد العزيز، وكان بليغا، ذكر له أعرابي حاجة فقال: لعل ذاك، أي لعل ذلك حاصل.
(ولقلما أدبر شيء فأقبل(3)): هذه(4) من الحكم العجيبة، والآداب الحسنة، يريد أن الإنسان إذا كان في صحة ونعمة فليعمر ما هو فيه من الصحة والنعمة بالطاعة والشكر، ولا يغفل عن ذلك حتى إذا فاتت طلب ذلك وسأله وعول فيه، فقل ما أدبر شيء فعاد، كما كان من قبل، ويصلح أن تكون مفيدة لمعاني غير ما ذكرناه، وأشرنا إليه، وهي من حكمه القصيرة المشتملة على المعاني الجمة، والنكت الغزيرة.
صفحة ٢٣٢