221

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

تصانيف

البلاغة

(ولتغربلن غربلة): أي لتنخلن(1) نخلا بالغربال، وهو المنخل، وهو كناية عن القتل والاستئصال.

(ولتساطن سوط القدر): السوط: الخلط، ساطه يسوطه سوطا إذا خلطه بغيره، والمسواط: عود يحرك به القدر ليخلط ما فيها بعضه ببعض.

(حتى يعود أسفلكم أعلاكم، وأعلاكم أسفلكم): من كثرة الاضطراب واختلاف الأهواء وتفرق الآراء كالشيء المسوط في القدر فإن هذه حاله.

(وليسبقن سباقون(2) كانوا قصروا): أي وليتقدمن إلى نصرتي ومتابعتي أقوام كانوا قصروا في أول الأمر من خلافتي بالتأخر عني.

(وليقصرن سباقون كانوا سبقوا): أي وليتأخرن عن مناصرتي ومعاضدتي أقوام كانوا سبقوا إليها في أول الأمركما كان من طلحة والزبير وغيرهما، وكل ما ذكره من هذه الأحوال دلالة على الفشل وكثرة الاضطراب في أمورهم(3) كلها.

(والله ما كتمت وسمة(4)): الوسمة بثلاث من أسفل هي: الأثر.

يقال(5): وسمه يسمه سمة إذا أثر فيه، والوشمة بثلاث من أعلى هي: القطرة، يقال: ما أصابتنا العام وشمة.

قال ابن السكيت(6): ما عصيته وشمة أي كلمة، وكلاهما جيد ها هنا، أي ما كتم أثرا(7) ولا كتم كلمة.

صفحة ٢٢٦