الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

ابن فرحون ت. 799 هجري
68

الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور

الناشر

دار التراث للطبع والنشر

مكان النشر

القاهرة

إنه مالك وذلك أنه عاش حتى لم يبق له نظير بالمدينة. وهذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه بن مهدي ويحيى بن معين وعلي بن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل وذؤيب بن عمامة السهمي وغيرهم. كلهم سمعه يقول في تفسير الحديث: هو مالك أو أظنه أو أحسبه أو كانوا يرونه. قال بن مهدي: يعني سفيان بقوله: " كانوا يرونه " التابعين. قال القاضي أبو عبد الله التستري. في قوله: " كانوا يرونه ": هو إخبار عن غيره من نظرائه أو ممن هو فوقه. قال: وقد جاءت هذه الأحاديث بلفظين: أحدهما: " من عالم المدينة " والثاني: " من عالم بالمدينة " ولكل واحد منهما معنى صحيح: فأما قوله: " من عالم بالمدينة " فإشارة إلى رجل بعينه يكون بها لا بغيرها ولا نعلم أحدًا انتهى إليه علم أهل المدينة وأقام بها ولم يخرج عنها ولا استوطن سواها في زمان مالك مجتمعًا عليه إلا مالكًا

1 / 69