[91]
تغلب بمثناة وغين معجمة ولام مكسورة الفقيمي بضم الفاء وفتح القاف لا يدخل الجنة أي مع المتقين الداخلين أول وهلة وقيل المراد من في قلبه كبر عن الإيمان وقيل لا يكون في قلبه كبر حال دخوله الجنة كما قال تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل قال رجل هو مالك بن مرارة الرهاوي وقيل هو أبو ريحانة شمعون وقيل معاذ بن جبل وقيل عبد الله بن عمرو بن العاص وقيل خريم بن فاتك وقيل ربيعة بن عامر وقيل سواد بن عمرو إن الله جميل قيل معناه إن كل أمره سبحانه حسن جميل فله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال وقيل هو بمعنى مجمل ككريم وسميع وقيل معناه جليل وقيل جميل الأفعال بعباده يكلف اليسير ويعين عليه ويثبت عليه ويشكر عليه وقيل معناه ذو النور والبهجة أي مالكها بطر الحق دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا وغمط الناس بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وطاء وفي رواية الترمذي بصاد مهملة بدل الطاء وهما بمعنى احتقارهم يقال غمط يغمط كضرب يضرب وغمط يغمط كعلم يعلم منجاب بكسر الميم وسكون النون وجيم وموحدة آخره مسهر بضم الميم وكسرها لا يدخل النار أي دخول خلود كبرياء غير مصروفة
[92]
وقلت أنا ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة في بعض الأصول المعتمدة عكس ذلك وهو رفع هذه الجملة ووقف جملة من مات يشرك بالله والأول هو الذي في صحيح البخاري والثاني هو الذي في صحيح أبي عوانة وقد صح رفع الجملتين من حديث جابر وإنما اقتصر بن مسعود على رفع إحداهما ووقف الأخرى لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم سواها فضم الأخرى إليها استنباطا قاله عياض وغيره وقال النووي بل قد صح رفعهما من حديثه فالوجه أن يقال إنه سمع الجملتين من النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه في وقت حفظ إحداهما وتيقنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي وقت آخر حفظ الأخرى ولم يحفظ الأولى مرفوعة فرفع المحفوظة وضم الأخرى إليها
صفحة ١٠٧