[83]
أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله قال ثم ماذا قال الجهاد إلى آخره في هذا الحديث الأفضل الإيمان ثم الجهاد ثم الحج وفي حديث أبي ذر الإيمان والجهاد وفي حديث بن مسعود الصلاة ثم بر الوالدين ثم الجهاد وتقدم في حديث بن عمر وإطعام الطعام وإفشاء السلام وفي حديثه أيضا من سلم المسلمون من لسانه ويده وصح في حديث عثمان خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأمثال هذا في الأحاديث كثيرة ويجمع بأن اختلاف الجواب جرى على حسب اختلاف الأحوال والأشخاص وحاجة السائل إليه فإنه قد يقال خير الأشياء كذا ولا يراد أنه خير جميع الأشياء من جميع الوجوه وفي جميع الأحوال بل في حال دون حال ولهذا ورد حجة من لم يحج أفضل من أربعين غزوة وغزوة لمن حج أفضل من أربعين حجة أو يحمل على تقدير من كما يقال فلان أفضل الناس ويراد من أفضلهم كما ورد خيركم خيركم لأهله ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس مطلقا فعلى هذا يكون الإيمان أفضلها والباقيات متساوية في كونها من أفضل الأعمال أو الأحوال ثم يعرف فضل بعضها على بعض بدلائل تدل عليها وثم للترتيب بعد الذكر حج مبرور وهو الذي لا يخالطه شيء من الإثم وقيل المتقبل
صفحة ٩٨