الحوار مع أصحاب الأديان مشروعيته وشروطه وآدابه

أحمد بن سيف الدين تركستاني ت. غير معلوم
55

الحوار مع أصحاب الأديان مشروعيته وشروطه وآدابه

الناشر

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

تصانيف

٦- حسن الاستماع للطرف الآخر. فالحوار مسألة تبادل للآراء وليس مجرد إرسال من طرف واحد واستقبال من الطرف الثاني. ومن آداب الحوار أن يحسن كل طرف الاستماع إلى آراء الطرف الآخر، فلا يغفل عن الاستماع استهوانًا أو تسفيهًا لآراء الآخرين ولا يتمادى في الحديث حتى يجور على الوقت المخصص للآخرين. ومن حسن آداب الأنبياء أنهم كانوا يصغون جيدًا لمحاوريهم بل كانوا يتفضلون فيمنحونهم الفرصة الأولى للإدلاء بآرائهم وحججهم فعندما قال السحرة لسيدنا موسى ﵇: ﴿وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى﴾ ﴿قَالَ بَلْ أَلْقُوا﴾ فأعطاهم الفرصة الأولى للإدلاء بالبينات. وروى ابن اسحق في سيرته ﷺ «أن عتبة بن ربيعة قال يومًا وهو جالس في نادي قومه، ورسول الله ﷺ جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟! - وذلك حين أسلم حمزة ﵁، ورأوا أصحاب رسول الله ﷺ يزيدون ويكثرون - فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله

1 / 55