قال: «أذكر البيتين اللذين قالهما، قال:
هات الأمانة يا محمد هاتها
راعي الأمانة أنت وابن رعاتها
أنا لا أرى صدأ الحديد على يد
ردت إلى الأوطان حرياتها
وكان بهذا يرفع عن محمد باشا تهمة اليد الحديدية التي أطلقها عليه خصومه مستغلين فرصة كلمة قالها إنه سيقضي على الفوضى بيد من حديد.»
قلت لهيكل باشا: «مع ذلك فمعاليك كتبت له مقدمة رائعة للجزء الأول من ديوانه.»
فقال: «وإذا طلب مني أن أكتب له مقدمة في أي وقت ما تأخرت. إننا يجب أن نفصل بين الشاعر والسياسي. وشوقي الشاعر هو أعظم شعراء العربية على الإطلاق.»
وفي يوم كنا في القاهرة، وكان هيكل باشا عندنا يشرب فنجان قهوة واقفا لا أدري لماذا، ربما لمجرد أنه لم يرغب في الجلوس. وقرأت أنا في مجلة أن راقصة تقاضت مبلغا كبيرا من المال في مقابل رقصة لها، وأحببت أن أفاكه الباشا، فقلت: «أرأيت هذا الخبر يا معالي الباشا، راقصة تتقاضى كل هذا المبلغ في رقصة، كم تأخذ معاليك في كتاب بأكمله؟»
فأجاب في جدية: «يا بني لا، ما هكذا يكون الحساب. هؤلاء الراقصات ذقن الجوع والإذلال فترات طويلة من حياتهن، أما نحن فقد عشنا عمرنا كراما على أنفسنا وعلى الناس، والحمد لله.»
صفحة غير معروفة