فقيل: يا رسول الله فإن ذكر الله لايكفينا من الجهاد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ولا الجهاد يكفيكم من ذكر الله عز وجل، ولايصلح إلا بذكر الله تعالى، فطوبى لمن أكثر من ذكر الله في الجهاد، فإن كل كلمة من هؤلاء بسبعين ألف حسنة، وكل حسنة بعشر أمثالها، وعند الله المزيد، مالايحصيه غيره، ولايقبل الله ذكرا إلا ممن اتقى فطهر قلبه، فأكرموا الله عز وجل من أن يرى منكم مانهاكم عنه، فإن الله الكريم إنما فرض على الناس أهون العمل، فأبى أكثر الناس إلا كفورا، فلما لم يقبلوا رحمة الله أمر بجهادهم، فاشتد البلاء على المؤمنين، وجعل الله لهم العاقبة في النقمة من الكافرين))
قال: فقلت لمعاذ: فإن الله عز وجل إنما جعل في كتابه النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف. فقال لي: قد قل فهمك، إنما ذلك إذا أنفقوها في سبيل الله، وهم في أهلهم غير غزاة.
قال: فقلت: ماشأن النفقة تكون في أهلهم بسبعمائة ضعف، والتسبيح وسائر الأعمال لاتكون إلا بعشر ؟ قال فقال معاذ: إن الله سبحانه رغب الناس في النفقة في سبيل الله لأن ذكر الله والدين كله لم يصلح إلا بها، ولولا هي لم يقو أهل دين الله، ولم يجاهدوا أعداء الله، حتى يدخلوا في دين الله، فكانت هي أشد العمل على الناس فجعلها الله لهم بسبعمائة ضعف، ليروا فضلها على غيرها فيطيبوا نفسا ويقوى بها المؤمنون على ما أمرهم الله تبارك وتعالى به .
صفحة ١٣