طبقات الصوفية
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ ١٩٩٨م
مكان النشر
بيروت
وَكَانَ يُقيم فِي مَسْجِد الشونيزية مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد المرتعش يَقُول سُكُون الْقلب إِلَى غير الْمولى تَعْجِيل عُقُوبَة من الله فِي الدُّنْيَا
قَالَ وَقَالَ المرتعش ذهبت حقائق الْأَشْيَاء وَبقيت أسماؤها فالأسماء مَوْجُودَة والحقائق مفقودة والدعاوي فِي السرائر مكنونة والألسنة بهَا فصيحة والأمور عَن حُقُوقهَا مصروفة وَعَن قريب تفقد هَذِه الْأَلْسِنَة وَهَذِه الدعاوي فَلَا يُوجد لِسَان نَاطِق وَلَا مُدع مطنب
سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَطاء يَقُول سَمِعت المرتعش يَقُول مَا تَوَجَّهت إِلَى الله تَعَالَى بسر خاصي إِلَّا فِي ظَاهر عَامي
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول كنت عِنْد المرتعش قَاعِدا فَقَالَ رجل قد طَال اللَّيْل وطاب الْهَوَاء فَنظر إِلَيْهِ المرتعش وَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ لَا أَدْرِي مَا تَقول غير أَنِّي أَقُول مَا سَمِعت بعض القوالين فِي بعض هَذِه اللَّيَالِي يُغني وَيَقُول
(لست أَدْرِي أَطَالَ ليلِي أم لَا ... كَيفَ يدْرِي بِذَاكَ من يتلَقَّى)
(لَو تفرغت لاستطالة ليلِي ... ولرعى النُّجُوم كنت مخلى)
(إِن للعاشقين عَن قصر اللَّيْل ... وَعَن طوله من الوجد شغلا)
قَالَ فَبكى من حَضَره وَاسْتَدَلُّوا بذلك على عمَارَة أوقاته
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ المرتعش الوسوسة تُؤدِّي إِلَى الْحيرَة والإلهام يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَة فهم وَبَيَان
1 / 266