127

طبقات الصوفية

محقق

مصطفى عبد القادر عطا

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ ١٩٩٨م

مكان النشر

بيروت

سَمِعت أَبَا عبد الله بن الْجلاء يَقُول يحْتَاج أَن يكون للْعَبد شَيْء يعرف بِهِ كل شَيْء
قَالَ وَقَالَ أَبُو عبد الله من اسْتَوَى عِنْده الْمَدْح والذم فَهُوَ زاهد وَمن حَافظ على الْفَرَائِض فِي أول مواقيتها فَهُوَ عَابِد وَمن رأى الْأَفْعَال كلهَا من الله ﷿ فَهُوَ موحد
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَليّ يَقُول قَالَ رجل لأبي عبد الله مَا تَقول فِي الرجل يدْخل الْبَادِيَة بِلَا زَاد فَقَالَ هَذَا من فعل رجال الله ﷿ قَالَ فَإِن مَاتَ قَالَ الدِّيَة على الْقَاتِل
قَالَ وَقَالَ أَبُو عبد الله اهتمامك بالرزق يزيلك عَن الْحق ويفقرك إِلَى الْخلق
قَالَ وَقَالَ أَبُو عبد الله كل حق يُشَارِكهُ بَاطِل فقد خرج من قسْمَة الْحق إِلَى قسْمَة الْبَاطِل فَإِن الْحق غيور
قَالَ وَقَالَ أَبُو عبد الله من غيرَة الْحق أَن لم يَجْعَل لأحد إِلَيْهِ طَرِيقا وَلم يؤيس أحدا من الْوُصُول إِلَيْهِ وَترك الْخلق فِي مفاوز التحير يركضون وَفِي بحار الظَّن يغرقون فَمن ظن أَنه وَاصل فاصله وَمن ظن أَنه فاصل مناه فَلَا وُصُول إِلَيْهِ وَلَا مهرب عَنهُ وَلَا بُد مِنْهُ
قَالَ وَقَالَ أَبُو عبد الله الدُّنْيَا أوسع رقْعَة وَأكْثر زحمة من أَن يجفوك

1 / 146