374

السفر الخامس من كتاب الذيل

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار الثقافة

رقم الإصدار

١

تردد العين الهوى يومئذ ... أمانيا والقلب يجني فتنا
عجنا جياد الماء ملء شدها ... لم يعترضها سأم ولا منى
تحملنا من الجياد أرجل ... وهذه تحملنا أكفنا
جزنا عليها معهدًا فمعهدًا ... إذا رأينا منزلا قلنا: هنا
حتى إذا ما اكتحلت أبصارنا ... بشنتبوس لم نرمها وطنا
ذات البثى البيض التي تنظمت ... كنظمك العقد فرادى وثنا
كأنها تاج تجلى تحتها ... عقد من النهر يفوت الثمنا
مبيضة من غير سوء معها ... ثعبان واد لا يصير غصنا
وصاحب في الطبع منه رقة ... لو أنها في جسمه كانت ضنا
ينزع في القوس فيرمي أسهمًا ... (١) مصيبة تقضي ظباها الحننا
مالت به خمر الهوى حتى انبرى ... يرمي الحمام فيصيب الاغصنا
إذا أمرناه بصيد طائر ... كأنما قلنا له اضرب غصنا
فلو درينا انه خالفنا ... قلنا له أضرب غصنًا لعلنا
أطهر من برد التقي سهمه ... ما مس فيه الدم إلا بالمنى
لو ان ذاك السهم عند قبلتي ... إذًا لصليت إليه موقنا
تظله الطير ولا ترهبه ... فهي له ظل وليست بجنى
قد علمت علمًا بان نصله ... عن دمها أعف نصل مقتنى
تشدو إذا ما أرسل السهم لها ... كأنما اهدى إليها فننا

(١) كذا؛ وأظن صوابه: تمضي ظباها حتنى، والمعنى تقع في الهدف متقاربة المواقع.

1 / 379