السفر الخامس من كتاب الذيل
محقق
إحسان عباس
الناشر
دار الثقافة
رقم الإصدار
١
سيدي ﵁ يسمح في ما يلمح، ويغضي عن ما لا يرتضي، فلم اتعاط المعارضة ولو سامنيها ما نطقت، ولم أدع المساجلة ولو رامني عليها ما أطقت؛ إنما أنا قطرة من سحابه، وفلذة من سخابه، ومنفق من فضل سخا به، وإن سخط والله المعيذ، فماذا يقول للأستاذ التلميذ؟ أسأل الله له بقاء سعيدًا، وإرتقاء يدرك به من العزة القعساء شأوًا بعيدًا، بمنه.
قال المصنف عفا الله عنه قد وقعت إلي القصيدة التي ذكر شيخنا أبو الحسن ﵀ أن الرقعة التي تضمنتها ضاعت له، وهي هذه:
يا صاحبي والدهر لولا كرة ... منه على حفظ الذمام ذميم
أمنازعي أنت الحديث فإنه ... ما فيه لا لغو ولا تأثيم
ومروض مرعى مناي فنبته ... من طول إخلاف الغيوم هشيم
طال اعتباري بالزمان وإنما ... داء الزمان كما علمت قديم
[١١٠ و] مجفو حظ لا ينادى ثم لا ... ينفك عنه الحذف والترخيم
وأرى إمالته تدوم وقصره ... فعلى م يلغى المد والتفخيم
وعلى م أدعو والجواب كأنما ... فيه بنص قد أتى التحريم
لم الق إلا مقعدًا، غير الأسى ... فلدي منه مقعد ومقيم
وشرابي الهم المعتق خالصًا ... فمتى يساعدني عليه نديم
غارات أيامي علي خوارج ... (١) قعديها في طبعه التحكيم
(١) هامش ح: من قول أبي نواس:
فكأني وما أزين منها ... قعدي يزين التحكيما
1 / 363