354

السفر الخامس من كتاب الذيل

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار الثقافة

رقم الإصدار

١

واستعبدته صبابة وكذا الهوى ... في حكمه أحراره عبدانه
كم رام كتمان المحبة جهده ... ودموعه يبدو بها كتمانه
وإذا المحب طوى حديث غرامه ... طي الضلوع وشت به أجفانه سيدي قد مددت إطناب الإطالة في غير طائل، واستمددت (١) طبعًا غير معين ولا سائل، ولست أمتري في أني أسئم سمعكم وامله، واقدم [١٠٨ ظ] من هذا الهذر عليه بما أنزهه عنه وأجله، وعلى ذلكم فلا بد ان أعود إلى ذكر خطابكم الذي حلا الخطب، وحلى اللؤلؤ الرطب؛ وتجلى بين سيئات الزمان حسنة، وتحلى من محاسن البيان ما لا يوفي في المادح ببعضه ولو اعمل المدح سنة، فقد تضمن أصولًا وجبت اجابتها، وان حجبت مهابتها، وتعين التقصي عن عهدها، وان تبين العجز عن تقصي امدها، منها: إنكم عجبتم مني حيث ضننت برقعة اقرنها بالمخاطبة الخلاصية العلية، وأودعها ما تعورف بين الأصفياء من إنهاء المودة وإهداء التحية، فطورًا خلتموني مكتفيًا بالنيابة، ولو ابتدأت بنافلة الكتاب لقلت بفرض الإجابة، وتارةً عرضت التأويلات الفقهية، وفرضت المسألتان الحجية والسهوية، فرأيتم اولًا: ان الكتاب يجزئ عن متوليه من الجانبين، وتوهمتم ثانيًا: أني أردت قضاء الواجبين، وصيرته كالعامل يعمل عملين، أو الفاعل يتعدى فعله إلى اثنين، أو اللفظ يقع باشتراك على معنيين، وكل ذلكم - وصل الله نفاسة كمالكم - لم يكن، وإهمال حقكم الأكيد الوجوب لم يسهل قط علي ولم يهن، ولكني ابتدرت الخطاب،

(١) غير واضحة في الأصول، وفي ح: واستنبذدت، وفوقها علامة خطأ.

1 / 359