349

السفر الخامس من كتاب الذيل

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار الثقافة

رقم الإصدار

١

يظهر فيه أثر من ركبه، فكان عندي أحسن من النار في عين المقرور، ومن الماء في كبد المحرور، وأعجب من ضياء الصبح لاح لممنوع الكرى، ومن سواد الليل أخفى كلفًا بالسرى، وعجبًا لسيدي ضن برقعة منه خاصة، وحصة فيه لجناح الهم حاصة، أفترى قلمه أكتفى بما فيه ناب، أم تذكر الخطيئة فخر راكعًا وأناب، فللمعترض أن يقول: هذه الصورة، كما إذا حج عن غيره الصرورة، فإن بعض من يحتج، يقول: إنه يقع الحج، ولكن قلمه أعرب بالإستدلال، وأغوص على حل الإشكال، فيدعي إن الكتاب يقضي الواجبين، ويقع على الجانبين، قيل لبعض الشافعية: ايعيد السجود من ظن سهوًا فسجد، ثم تذكر على الأثر إن السهو ما وجد، فقال: انا للإعادة ناف، وذلك السجود عن نفسه وعن غيره كاف، فسألوه الدليل معنتين، فقال: اعتبروا حال الشاة من الأربعين.
أيه يا سيدي كيف أنتم بعدي، وهل عندكم على النأي وجد كوجدي، وما عندكم في رسيس الحب، وأشواق المحبين بحسب البعد والقرب، فذلك معنى تنازعته الشعراء، وما رأيكم في المقام هنالك فإن له غصة، أو التقدم وهل تمكن فيه فرصة، والبنون والجملة كيف حالهم تفصيلًا فالجملة معلومة، وحياة مطلقة فإن الطيبة منها معدومة، وما فعلت أبيات أزمور [١٠٧ و] وهل وجد نقرها زمرا، ام لقي زيدها عمرا، أم هي بالعراء، تنادي بالويل على الشعر والشعراء، وقد نفث الخاطر

1 / 354