226

السفر الخامس من كتاب الذيل

محقق

إحسان عباس

الناشر

دار الثقافة

رقم الإصدار

١

واعظ ذو هيئة ورواء فاستأذنه في الوعظ على المنبر، وأبو الحسن حينئذ خطيب الجامع ببلنسية [٧٠ ظ] وصاحب الصلاة به، فاذن له، فلما رقي المنبر وأخذ في وعظه، جاء بلحن فاحش يحيل أكثر المعاني إلى اضدادها وغير آي القرآن؛ ولما سمع أبو الحسن شناعة لحنه قام به وأنزله عن المنبر، وأخذ بإذنه حتى أخرجه على باب المسجد، وهو يقول له: الدوغ الدوغ - يريد الدور الدور، لافراط لثغه، يعني أنه لا ينبغي لمثله أن يعظ على المنابر في المساجد ولكنه يتطوف على الدور. ولد بالمرية سنة إحدى وتسعين، وقيل سنة تسعين وقيل بعد التسعين، واربعمائة، وانتقل أبوه إلى بلنسية سنة ست وخمسمائة، ورحل إلى قرطبة سنة ثلاث عشرة واشتكى لتسع بقين من رمضان سبع وستين وخمسمائة ففتصد مخاطرًا، وتوفي من هذه الشكاية ببلنسية، عشي يوم الثلاثاء، لليلتين بقيتا من رمضان المذكور، ودفن خارج باب طل، وكانت جنازته مشهودة أحتفل لها الناس وأسفوا لفقده واثنوا عليه خيرًا، ﵀. ٤٥٦ - علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الغفور ابن فزارة الفهري (١): أبو الحسن؛ تلا بالسبع على أبي الحسن بن هذيل، وروى عن أبي بكر بن أسود وأبي العباس الأقليجي وأبي عيسى بن ورهزًا وأبي محمد بن علقمة وأبي الوليد بن الدباغ. روى عنه أبو الربيع بن سالم؛ وكان شيخًا معروفًا بالصلاح والإنقباض عن خلطة

(١) هامش ح: بلنسي.

1 / 231