من ثمرات الأوراق أن رجلا من الحذاق كان يكتب كتابًا وإلى جانبه آخر فانتهى في كتابه إلى اسم عمرو فكتبه بغير واو فقال يا مولانا زدها واوًا للفرق بينها وبين عمر فقال: والله لقد تفضل مولانا بزيادة الواو بمعنى تفوضل قلت وبعضهم يرى أن الواو تزاد بعد لا النافية في الجواب إذا قيل هل فعلت كذا وكذ فيقول لا وعافاك الله.
قال أبو الفرج بن الجوزي: روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ أنه قال لرجل عربي أكان كذا وكذا فقال: لا أطال الله بقاءك فقال الإمام عمر ﵁: قد عُلمتم فلم تتعلموا هلا قلت: لا وعافاك الله.
وحكي عن الصاحب بن عباد أنه قال هذه الواو هنا أحسن من واوات الأصداغ في وجنات الملاح. قلت وهذه الواو أعني واو عمرو نظم فيها الشعراء كثيرا منهم أبو نواس قال يهجو أشجع السلمي.
قل لمن يدعي سُليمى سفاهًا ... لست منها ولا قلامة ظفر
إنما أنت من سليمى كواوٍ ... ألحقت في الهجاء ظلمًا بعمرو
وقال أبو سعيد الرسمي وأجاد:
أفي الحق أن يُعطى ثلاثون شاعرًا ... ويحرم ما دون الرضا شاعرٌ مثلي
1 / 9