واقفا مبهوتا فقال الكاتب للنحوي مالي أرى هذا الغلام واقفا فقال النحوي وقع عليه الفعل فانتصب.
ومثل ذلك قصة ابن عنين مع الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل لما كتب إليه في مرضه:
أنظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلافَ قبل تلافي
أنا كالذي احتاج ما يحتاجه ... فأغنم دعائي والثناء الوافي
فحضر إليه المعظم بنفسه ومعه ثلثمائة دينار وقال له أنت الذي وأنا الغائد وهذه الصلة وظرف من قال:
وذي أدبٍ بارعٍ لكنهُ ... أولجت فيه قمدًا عتف
فقلت فديتك أعصر عليه ففيه اللذاذة لو تعترف
فقال أجدت ولكن لحنت ... لقولك أعصر بفتح الألف
فقلت لك الويل من أحمقٍ ... فقال وأحمق لا ينصرف
وأظرف منه قول الحسين بن الريان:
أتيت حانة خمار وصاحبها ... مما جنى متقن للنحو ذو لسن
وحوله كل هيفاءٍ منعمةٍ ... وكل علقٍ رشيقٍ أهيفٍ حسن
فقال لي إذ رأى عيني قد انصرفت ... إلى النساء كلام الحاذق الفطنِ
أنت وركب وصف وأعدل بمعرفةٍ ... وأجمع وزد واسترح من عمةٍ وزن
ومثله ما حكي أن بعض الفقراء
1 / 39