إشرب على الورد من حمراءَ صافيةٍ ... شهرًا وعشرًا وخمسًا بعدها عددا
ولا يزالون في صبوح وغبوق ما بقيت وردة فإنه انقضى الورد عاد إلى عمله وغرد بصوت عال:
فإن يبقني ربيِّ إلى الرود أصطبح ... وإن مت والهفي على الورد والخمر
سألت إله العرش ﷻ ... يواصل قلبي في غبوقٍ إلى الحشر
فقال المأمون لقد نظر هذا الرجل إلى الورد بعين جليلة فينبغي أن نعينه على هذه المروءة فأمر أن يدفع له في كل سنة عشر آلاف درهم في زمن الورد.
ومن اللطائف ما حكي عن مجير الدين الخياط الدمشقي قيل: إنه كان يهوى غلامًا من أولاد الجند فشرب مجير الدين في بعض الليالي وسكر فوقع في الطريق فمر الغلام عليه بشمعة وهو راكب فرآه في الليل مطروحا على الطريق فوقع عليه بالشمعة ونزل فأقعده ومسح وجهه فسقط من الشمعة نقطة على وجهه ففتح عينيه فرأى محبوبه على رأسه فاستيقظ وأنشد:
يا محرقًا بالنار وجه محبِّه ... مهلًا فإن مدامعي تطفيه
أحرق بها جسدي وكل جوارحي ... وأحذر على قلبي فإنك فيه
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي
1 / 32