وأشهد أن محمدًا رسول الله أبكى الناس بكاء شديدًا عند ذكر رسوله وكاد بلال أن يقطع الأذان فلما فرغ الأذان صلى عمر وجلس ثم أمرهم بالركوب فلما همّ بالركوب من بعيره وعليه مرقعة الصوف وفيها أربع عشرة رقعة بعضها من آدم قال المسلمون يا أمير المؤمنين لو ركبت غير بعيرك جوادًا ولبست ثيابا لكان ذلك أعظم لهيبتك في قلوب أعدائك وأقبلوا يسألونه ويتلطفون به إلى أن أجابهم إلى ذلك ونزع مرقعته ولبس ثياب بيضا قال الزبير أحسبها كانت من ثياب مصر تساوي خمسة عشرة درهما وطرح على كتفيه منديلًا من الكتان دفعه إلى أبو عبيدة وقدذم له برذونا أشهب من براذين الروم فلما صار عمر فوقه جعل البرذون يهملج به فلما نظر عمر إلى ذلك نزل مسرعًا وقال أقيلوا عثرتي أقالكم الله عثراتكم يوم القيامة لقد كاد أميركم يهلك مما داخله من الكبر ثم إنه نزع البياض وعاد إلى لبس مرقعته وركوب بعيره فعلت ضجة المسلمين بالتهليل والتكبير فقال البطرك للروم أنظروا ما شأن العرب فأشرف رجل من المتنصرة فقال يا معشر العرب ما قضيتكم فقالوا أن عمر بن الخطاب قد قدم علينا من مدينة نبينا ﷺ فرجع المتنصر وأعلم البطرك فأطرق ولم يتكلم فلما كان من الغد صلى عمر