ابن رشيق في العمدة من تهافت طبعه وتباين صنعه ومخالفة وضعه فذكر من محاسنه ما لا يعلق معه كتاب ومن بارده وغثة مالا تلبس عليه الثياب وقد تعصب القاضي السعيد على أبي تمام فنقصه حظه وأما البحتري فأعطاه أكثر من حقه وقال:
ولو كان هذا موضع العتبِ لا شتفي ... فؤادي ولكن للعتاب مواضع
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي لما وقف على هذا الفصل رأيت ابن سناء الملك استعمل هذه اللفظة في غير هذا الموضوع ولم يتعظ بنهي الفاضل ولا ارعوى ولا ازدجر عما قبحه بل غلب عليه الهوى فقال:
وخلصني من يدي عشقه ... ظلامٌ على خده حندسه
كنست فؤادي من حبه ... ولحيته كانت المكنسه
قلت ما برح الشيخ صلاح الدين غفر الله له يذوق تقليدًا كقوله عن ابن سناء الملك لما استعمل في هذه الصيغة المشتملة على الهجو بشاعة المكنسة ولم يتعظ بنهي الفاضل ولا أرعوى ولا ازدجر عما قبحه بل غلب عليه الهوى أما نقد الفاضل على ابن سناء الملك بوضع المكنسة على وجهة معشوقته التي ليس للعذار بوجنتها شعور فنقد صحيح وأما وضع مكنسة اللحية على وجنة من
1 / 27