- «إنه يتعلل وليس بعليل وشاهدته على صورة كذا والناس يغشونه ويعودونه.» فاغتاظ غيظا مجددا حرك ما فى نفسه أولا فراسله بأن:
- «الزم منزلك ولا تخرج عنه ولا تأذن لأحد فى الدخول إليك.» [1] إلا نفر من أصدقائه استأذنه فيهم، واستمر السخط عليه إلى حين وفاة عضد الدولة.
وفى هذه السنة أطلق أبو إسحاق ابراهيم بن هلال الكاتب [2] من الاعتقال وكان القبض عليه فى سنة سبع وستين وثلاثمائة.
ذكر السبب فى القبض عليه والإفراج عنه
كان قد خدم عضد الدولة عند كونه بفارس بالمكاتبة والشعر والقيام بما يعرض من أموره بالحضرة، فقبله وأرفده فى أكثر نكباته بمال حمله اليه، ولما ورد بغداد فى سنة أربع [34] وستين ازداد اختصاصه به حتى أشفق من المقام بها بعد عوده.
فاستظهر له عضد الدولة بذكره فى الاتفاق الذي كتب بينه وبين عز الدولة وعمدتها أخيه واليمين التي حلفا بها وشرطا عليها حراسته فى نفسه وماله.
فلما انحدر عضد الدولة لم يأمن على نفسه فاستتر حتى توسط أبو محمد ابن معروف أمره وأخذ له الأمان من عز الدولة وابن بقية وظهر، فتركه مديدة ثم قبض عليه بإغراء من ابن السراج لهما به، وما زال مقبوضا عليه حتى فسد أمر ابن السراج.
صفحة ٣١