فما أحسن هذا الفعل الكريم والمذهب المستقيم وكم فى أثناء الوفاء بالعقود والثبات على الشروط والصدق فى الوعود، من مصلحة خالصة وسياسة شاملة! وإن لاح فى أولاها بعض الغرم ففي عواقبها كل النعم وإذا لم يوثق بأقوال الصدور فعلام [255] تبنى قواعد الأمور؟ والسياسة بنيان والصدق قاعدة، والبنيان يشد بعضه ببعضه. فإذا اضطربت القاعدة آل البنيان إلى النقض. ونعود إلى سياقة التاريخ.
وفى هذه السنة أفرج عن أبى القاسم عبد العزيز بن يوسف وعاد إلى بغداد ناجيا من الهلاك بعد أن كان أشرف عليه.
ذكر أناءة اعتمدها العلاء بن الحسن فى بابه أدت إلى خلاصه
كان قد حصل فى القلعة معتقلا على ما تقدم ذكره والعلاء بن الحسن يراعيه مراعاة مستورة.
فورد عليه فى آخر أيام شرف الدولة [من] يأمره بقتله فانزعج لهذه الحال، لما كان بينهما من حرمة الاتصال وثبت فى إمضاء ما ورد. وتجدد من وفاة شرف الدولة ما تجدد، فأنفذ فى تلك الفترة من أخرجه من الحبس وأشار عليه بقصد العراق فسار إلى البصرة واستأذن فى الإصعاد فأذن له.
ذكر القبض على ابن عمر العلوي وعلى كاتبه
وفيها قبض على أبى الحسن محمد بن عمر العلوي وعلى كاتبه أبى الحسن على بن الحسن.
ذكر ما جرى عليه الأمر فى ذلك [256]
صفحة ٢٠٧