306

ذيل مرآة الزمان

الناشر

دار الكتاب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

القاهرة

وقد كان حملًا والجباه منيرةٌ ... به وسمت أنواره وهو مرضع
تنكّست الأصنام عند ولاده ... كما نكّستها منه في الفتح إصبع
وشبّ شبابًا للنواظر ناضرًا ... وفيه لسر المجد مرأىً ومسمع
لقد شرحت منه الملائك صدره ... وكان له من أبرك العمر أربع
وكان ابن خمس والغمام تظله ... وفي العشر نور الشرح في الصدر يلمع
وفي الخمس والعشرين سافر تاجرًا ... بمال رزان للمفاوز يقطع
رأه بحيرا والغمامة فوقه ... ومسيرةٌ والحرّ للوجه يسفع
وأبصرت الكبرى فتاة خويلد ... ومن فوقه ظلل الغمام مرفع
إلى أن أرته الأربعون أشدّه ... فأضحى بسربال الهدى يتدرّع
ولما تحلّى بالنبوة وانتهى ... إلى مستوٍ عنه الملائك توزع
أتى وعلى عطفيه أفخر حلة ... وتاجٌ بدرّ المكرمات مرصّع
رأى ليلة المعراج أمرًا محققًا ... ومنكر هذا الأمر يخفى ويردع
وفيها قُبيل الرفع أكمل صدره ... بشرح منير نشره متضوّع
به أظهر الله المهيمن دينه ... فأصبح وجه الدين لا يتبرقع
وأحكامه في الأمر والنهي والشرى ... وفي البيع تبقى والجبال تصدّع
ومعجزة القرآن ظلت لحسنه ... وترتيله في نخلة الجن تخضع
وللقمر المنشق نصفين معجزٌ ... عزيز على من رامه متمنع

1 / 306