ذيل مرآة الزمان
الناشر
دار الكتاب الإسلامي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
القاهرة
الملك الصالح نجم الدين بالكرك توجه الملك الناصر بعسكره ومن معه من أصحاب الملك الصالح نجم الدين إلى القدس ونازل القلعة التي بناها الفرنج ونصب عليها المجانيق ولم يزل مصابرًا لها حتى سلمت إليه بالأمان فهدمها وهدم برج داود ﵇ واستولى على القدس ومضى من كان فيه من الفرنج إلى بلادهم واتفق وصول محي الدين يوسف بن الجوزي وصحبته جمال الدين يحيى بن مطروح فقال جمال الدين المذكور.
المسجد الأقصى له عادة ... سارت فصارت مثلًا سائرا
إذا غدا بالكفر مستوطنًا ... أن يبعث الله له ناصرا
فناصر طهره أولًا ... وناصر طهره آخرا
وكتب عن الملك الناصر داود ﵀ بالبشائر بذلك فمن كتاب كتبه عنه فخر القضاة نصر الله بن بصاقة رحمه الله تعالى إلى الديوان المستنصري فصل منه وقابلهم العبد بصليب من الرأي لا يعجم عوده وقاتلهم بجيش المصابرة لا تفل جنوده وجرد إليهم جماعة من عسكر الديوان تشهر عليهم الصواعق من نصالها وترسل عليهم البوائق من نبالها ونصب عليهم المجانيق التي تزاحم الحصون بمناكبها وتحرق شياطينها برجوم حجارتها بدلًا من نجوم كواكبها ومن شأنها أنها إذا قابلت بلدة أخذت بكضمها وفضت برغمها وأنزلها حكمها وأزتها أن السبق للمنجنيق وصخرها لا للقوس وسهمها فرمتها بثالثة الأثافي من جبالها وسحرت
1 / 142