ذيل مرآة الزمان
الناشر
دار الكتاب الإسلامي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
القاهرة
فتقبل مني عبد رق فيغتدي له ... الدهر عبدًا طائعًا لا يغالبه
وتلبسني من نسج ظلك ملبسا ... يشرف قدر النيرين من جلائبه
وتنعم في حقي ما أنت أهله ... وتعلى محلي فالسها لا يقاربه
وتركبني نعماء أياديك مركبًا ... على الفلك الأعلى تسير مواكبه
وتسمح لي بالمال والجاه بغيتي ... وما الجاه إلا بعض ما أنت واهبه
ويأتيك غيري من بلاد قريبة ... له الأمن فيها صاحب لا يجانبه
وما اغتر من جوب الفلا حر وجهه ... ولا أنضيت بالسير فيها ركائبه
فيلقى دنوا من لم ألق مثله ... ويحظى ولا أحظى بما أنا طالبه
وينظر من آلاء قدسك نظرة ... فيرجع والنور الأمامي صاحبه
ولو كان يعلوني بنفس ورتبة ... وصدق ولاء لست فيه أصاقبه
لكنت أسلي النفس عما ترومه ... وكنت أذود العين عما تراقبه
ولكنه مثلي ولو قلت إنني ... أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه
وما أنا ممن يملأ المال عينه ... ولا بسوى التقريب تقضى مأربه
ولا بالذي يرضيه دفن نظيره ... ولو أنعلت بالنيرات مراكبه
وبي ظمأ رؤياك منهل رئيه ... ولا غرو أن تصفو لدى مشاربه
ومن عجب أني لدى البحر واقف ... وأشكو الظمأ والبحر جم عجائبه
وغير ملوم من يأتيك قاصدا ... إذا عظمت أغراضه ومذاهبه.
فلما وقف الخليفة المستنصر بالله على هذه القصيدة أعجبته إعجابًا
1 / 135