الجواهر المضية في طبقات الحنفية
الناشر
مير محمد كتب خانه - كراتشي
أن أبيت معها ولا بد من استبرائها فقال أعتقها وتزوجها فإن الحرة لا
~~تستبرأ فأعتقها وتزوجها على عشرين ألف دينار فدعا بالمال ودفعه إليها ثم
~~قال يا مسرور احمل إلى يعقوب عشرين تختا من ثياب ومأتي ألف درهم قال بشر بن
~~الوليد فنظر إلي وقال رأيت بأسا فيما فعلت قلت لا قال خذ منها حقك العشر
~~قال فأردت أن أقوم فإذا بعجوز دخلت وقالت بنتك تقرئك السلام وتقول ما وصل
~~إلي من الخليفة إلا المهر فوجهت إليك نصفه والباقي جعلته لاحتياجي فأخذ
~~المال وأعطاني ألف دينار انتهى
ولا يخفى أن فى المخاطر حزازة من قوله فيكون لم يبع ولم يهب بل يكون بيعا
~~وهبة كلاهما لأنهما كما يتعلقان بكلها يتعلقان بجزئها نفيا واثباتا وهذا
~~بحسب اللغة وتعليمه رضي الله عنه مبني على العرف فإن بناء الإيمان عليه
~~غالبا ومع ذلك لو وهبها للسطان أو باعها وكفر عن يمينه أو أهداها إليه بناء
~~على الفرق بينها وبين الهبة كان أولى كما لا يخفى وبهذا تبين لك فرق بين
~~بين حيل الإمام الأول والثاني رحمة الله عليهما فتأمل
ويروي أن الرشيد حلف بالطلاق ثلاثا أن باتت زبيدة فى ملكه وندم وتحير
~~فقيل هنا فتى من أصحاب أبي حنيفة يرجى منه المخرج فدعاه فعرض عليه وقال
~~استعمل حق العلم قال كيف أنت على السرير وأنا على الأرض فوضع له كرسي فجلس
~~عليه ثم قال تبيت الليلة فى المسجد ولا يد لأحد على المسجد قال تعالى {وأن
~~المساجد لله} فولاه الرشيد قضاء القضاة
أقول وهذا أيضا لا يخلو عن إشكال لأن يمينه على ملكه بالضم لا على ملكه
~~بالكسر ولا شك أن الأوقاف والأملاك داخلة تحت ملك السلطان لغة وعرفا
~~فالحيلة كانت أن يعزل نفسه ويولي غيره ممن يعتمد عليه فى تلك
صفحة ٥٢١