فكان يخرجه ويصففه بحيث يره المارة فاتفق أن شخصا اختلس منه شيئا فأصيب فى يده فأعاده واشتهرت هذه القصة فلم يقرب أحد بعدها ذلك المذهب وصار في ازدياد من كثرة من ينذر الشيخ فيما يقع له من الأمور المهمة فيحضر له مال النذر ذهبا أو فلوس فصار عنده عدة قفاف من الفلوس يصفقها ويصفف الذهب ويعبث به ثم يعيده فى كيسه والسلطان يزوره ويزدريه ولم يزل حتى مات في تاسع عشر شهر ربيع الأول وكانت جنازته حافلة جدا وأحيط بذلك المال فحمل إلى الخزانة السلطانية وكان الشيخ المذكور يحضر أحيانا ويغيب أحيانا
621- وبدر الدين البرديني حسن بن أحمد بن محمد نسبة إلى بردين بضم
الموحدة وصيفة التثنية قرية من الشرقية قدم صغيرا وقرأ فنزل بمدرسة الكاتب أبى غالب وكان مدرسها الشيخ شمس الدين الكلائى الفرضى فاشتغل عليه في العربية والفرائض قليلا ثم تكسب بالشهادة ووقع على القضاة ومهر في الأمور الدنيوية وخدم الأكابر من القضاة والقبط إلى أن اشتهر بالكتابة في ما يندب إليه وكان ابن خلدون يعتمد عليه وكذلك المناوى ولم يتحول عن حالته في غالب عمره إلى أن دخل في نيابة الحكم من لا يدانيه في الوجاهة فسمت همته إلى ذلك في أواخر دولة الناصر فناب في الحكم وركب البغلة وطال لسانه وهرع الناس إليه لما اشتهر به من العصية والمروة فكان لهم به نفع وكان يلازم فتح اه وابن نصر الله ويتجوه على كل منهما بالآخر وعلى سار الناس بهما فكانت كلمته للك مسموعة وكان يتعفف في أحكامه فلا يأخذ من الخصوم شيئا فأحبه الشهود وأكثروا عليه همل الإشغال وكان قليل الاستحضار لشىء من الفروع الفقهية وحفظت منه كلمات منكرة كان يتبجج بها ويسمها المفردات منها أنه كان ينكر أن يكون في المال الموروث خمس أو سبع لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه إلى غير ذلك وتقدم مرة في صلاة المغرب بحضور القاضى ناصر الدين البارزى في بيت ابن نصر الله فقرأ بعد الفاتحة (تبت يدا أبو لهب) قالها بالواو فصار ضحكة رحمه الله مات في رجب
صفحة ٢٤٥