143

ذيل الأمالي

الناشر

دار الكتب العلمية

سنة النشر

1398هـ 1978م

مكان النشر

بيروت

قال فالتفت إليه الفتى وقال ألا صبرت حتى نصبر معك ( قال ) وحدثنا عبد الله عن رجل عن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إبراهيم بن عثمان العذري وكان ينزل الكوفة قال رأيت عمر بن ميسرة وكان كهيئة الخيال كأنه صبغ بالورس لا يكاد يكلم أحدا ولا يجالسه وكانوا يرون أنه عاشق فكانوا يسألونه عن علته فيقول

( يسائلني ذو اللب عن طول علتي

وما أنا بالمبدي لذي اللب علتي )

( سأكتمها صبرا على حر جمرها

واسترها إذ كان في الستر راحتي )

( إذا كنت قد أبصرت موضع علتي

وكان دوائي في مواضع علتي )

( صبرت على دائي احتسابا ورغبة

ولم أك أحدوثات أهلي وخلتي )

( قال ) فما أظهر أمره ولا علم أحد بقصته حتى حضره الموت فقال أن العلة التي كانت بين من أجل فلانة ابنة عمي والله ما حجبني عنها وألزمني الضر إلا خوف الله عز وجل لا غير فمن بلي في هذه الدنيا بشىء فلا يكن أحد أوثق عنده بسره من نفسه ولولا أن الموت نازل بي الساعة ما حدثتكم فأقرؤها مني السلام ومات من ساعته ( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أبو عبد الله التميمي

( وكم كذبة لي فيك لا أستقيلها

بقولي لمن ألقاه إني صالح )

( وأي صلاح لي وجسمي ناحل

وقلبي مشغوف ودمعي سافح )

( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أحمد بن عبدالسلام

( شكا فهل أنت له راحم

إليك من أنت به عالم )

( فتى تخلى الروح من جسمه

فليس إلا بدن قائم )

( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أحمد بن حبيب

( ألا إنما أبقيت مني مع الهوى

جوى مستكنا في فؤاد متيم )

صفحة ١٤٤