ذم الدنيا
محقق
محمد عبد القادر أحمد عطا
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
تصانيف
٢٠٠ - وحدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيب: أن أبا الخير حدثهم، أن عقبة بن عامر الجهني، حدثهم أن رسول الله ﷺ، صلى على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء، والأموات، ثم طلع المنبر فقال:
إني بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه وأنا في مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم الدنيا أن تنافسوها.
قال عقبة: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله ﷺ.
٢٠١ - وحدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن عثمان، أخبرنا عبد الله، أنبأنا يونس بن يزيد، عن الزهري، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أنه قدم وافدًا على معاوية في خلافته، قال: ⦗١٠٠⦘ فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام، وجلست بين أظهرهم فقال لي رجل منهم: من أنت يا فتى؟ قلت: أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: يرحم الله أباك، أخبرني فلان لرجل قد سماه أنه قال: والله لألحقن بأصحاب رسول الله ﷺ، فلأحدثن بهم عهدًا ولأكلمنهم، فقدمت المدينة في خلافة عثمان فلقيتهم إلا عبد الرحمن بن عوف، أخبرت أنه بأرض له بالجرف، فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيى مني، فألقى المسحاة وأخذ رداءه، فسلمت عليه، وقلت له: قد جئت لأمر، وقد رأيت أعجب منه، هل جاءهم إلا ما جاءنا، وهل علمتم إلا ما قد علمنا، قال عبد الرحمن: لم يأتنا إلا ما جاءكم، ولم نعلم إلا ما قد علمتم. قال: قلت: فما لنا نزهد في الدنيا، وترغبون، ونخف في الجهاد وتتثاقلون، وأنتم سلفنا، وخيارنا وأصحاب نبينا ﷺ، فقال عبد الرحمن: لم يأتنا إلا ما قد جاءكم، ولم نعلم إلا ما قد علمتم، ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر؟ .
٢٠١ - وحدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن عثمان، أخبرنا عبد الله، أنبأنا يونس بن يزيد، عن الزهري، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أنه قدم وافدًا على معاوية في خلافته، قال: ⦗١٠٠⦘ فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام، وجلست بين أظهرهم فقال لي رجل منهم: من أنت يا فتى؟ قلت: أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: يرحم الله أباك، أخبرني فلان لرجل قد سماه أنه قال: والله لألحقن بأصحاب رسول الله ﷺ، فلأحدثن بهم عهدًا ولأكلمنهم، فقدمت المدينة في خلافة عثمان فلقيتهم إلا عبد الرحمن بن عوف، أخبرت أنه بأرض له بالجرف، فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيى مني، فألقى المسحاة وأخذ رداءه، فسلمت عليه، وقلت له: قد جئت لأمر، وقد رأيت أعجب منه، هل جاءهم إلا ما جاءنا، وهل علمتم إلا ما قد علمنا، قال عبد الرحمن: لم يأتنا إلا ما جاءكم، ولم نعلم إلا ما قد علمتم. قال: قلت: فما لنا نزهد في الدنيا، وترغبون، ونخف في الجهاد وتتثاقلون، وأنتم سلفنا، وخيارنا وأصحاب نبينا ﷺ، فقال عبد الرحمن: لم يأتنا إلا ما قد جاءكم، ولم نعلم إلا ما قد علمتم، ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر؟ .
1 / 99