الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني ت. 542 هجري
96

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

محقق

إحسان عباس

الناشر

الدار العربية للكتاب

مكان النشر

ليبيا - تونس

كأن الكرام الكاتبين بدوا للأبصار، فأخذت على الناس الأقطار، فأظلمت الدنيا وأبلس أهلها وغشيتهم من أمر الله ما غشيهم، فلزموا البيوت، وتطمروا في بطون الأرض، حتى قل بالنهار ظهورهم وخلت أسواقهم، فإذا دنا المساء وكف الطلب عنهم، انتشروا تحت الظلام لبعض حاجتهم. وامتحن معه جماعة من الأعيان، ممن خدم في مدة سليمان، فاعتقلوا وصودروا بأموال. وامتهن بعضهم بالضرب حتى صانعوا على أنفسهم بجملة من المال ففدوا أنفسهم وأمر بإطلاقهم؛ فلما أحضرت دوابهم للركوب، قبضت جميعها، وانطلق القوم رجلًا إلى بيوتهم، فكانت عندهم أعظم آفة جرت عليهم؛ وكان منهم أبو الحزم ابن جهور، وأحمد بن برد الأكبر وغيرهما. فهذه جملة من أخباره، في حالي صلاحه وفساده، ووقتي رضاه وسخطه. @كيفية مقتله فلما شنأته القلوب، وأثقلته الأوزار، والتقت عليه الأكف، وخلصت فيخ النجوى، وتوالى عليه الدعاء، نظر الله إلى عباده، وسلط عليه أضعف الخليفة: صبيانًا أغمارًا من صقالبة بني مروان كانوا أقرب الناس إليه، وأدناهم من حرمته، وأحقرهم في عينه، جسرهم الله تعالى على الوثوب عليه بموضع أمنه، في حمام قصره، لا عن مواطأةٍ من

1 / 100