223

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

محقق

إحسان عباس

الناشر

الدار العربية للكتاب

مكان النشر

ليبيا - تونس

فصل: واصل الجهاد، واستأصل الكفر والعناد، واتخذ ظهر الجواد بيتًا، وظل اللواء كنًا، واستبدل من نقر الكران قرع الطبول؛ ومن نغم القيان شجا الصهيل، ومن وجبة المعازف لجب الجيوش؛ يمشي في الهجير، ويسري في الزمهرير، ويحن إلى الأذان والتكبير؛ في خطة إبليس، ومصدح الناقوس.
فصل: كنت أسمع من هذه المآثر والمكارم مثل نفح الصبا، ويقرع أذني منها جرس ألذ من نغمة الصبا، فلا أكذب، لصدق الشاهد، وأمانة الناقل، وكثرة القائل. والحكيم أبو فلان خادم الشيب، ومصلح العيب، وله جوارشات مؤلفة، حارة مفلفلة، تكاد ترد الخصي فحلًا، والثور المسن عجلًا.
فصل: أجل ما بيننا ارتضاع الكاس، وشم الآس، والجري في حافات الصبا، والصيد بالسكر في الربى؛ وإن كانت هنات مخلقة، وأوقات موبقة، ذهبت وبقي وزرها، وظعنت وأقام شرها، فإن المرجوع للعليم الحكيم، رب العرش العظيم.
وله من رقعة خاطب بها مجاهدًا أمير دانية وقته: قد يحلف الغمام، وتغدر اللئام، وتقطع الأرحام. من عز بز، ومن ريش طار، ومن سارت به الأيام سار، وعلى الجد المدار. جد كبا، وحسام نبا، وآمال

1 / 227