125

الذخائر والعبقريات

الناشر

مكتبة الثقافة الدينية

مكان النشر

مصر

تصانيف

لا تجِدُ الخمرُ في مَكارِمِه ... إذا انْتَشَى - خَلَّةً تلافاهَا والأصل في هذا قولُ عنترة في معلقته: وإذا صَحَوْتُ فما أُقصِّرُ عنْ نَدًى ... وكما عَلِمْتِ شمائِلِي وتَكرُّمي وقال زهير: أخو ثِقةٍ لا تُهلِكُ الخمرُ مالَهُ ... ولكِنَّهُ قد يُهلِكُ المَالَ نائِلُهْ وقد غَضّوا من قول عمرو بن كلثوم: إذا ما الماءُ خالَطَها سَخِينَا ومعنى ذلك كلّه أنهم لا يعدّون جودَ السكرانِ جودًا، وإنّما الجود عندهم ما كان من كرمٍ فطريٍّ لا تبعثه خمرٌ وما يشبه الخمرَ. وإذا هم وصفوا الخمرَ بأنها تورث شاربَها شيئًا يشبه الكرم، فذاك من باب استقصائهم لمعاني الخمرِ وما تحدثه في شاربِها، كما قد سيمرُّ بك في بابه. . . ولقد سَمَت مكارمُ الأخلاق بكثير من ذوي الأريحيّة إلى أنّهم لا يقطعون نوالَهم عمّن يغضبون عليهم ويَيْبس الثرى بينهم، وقد رُوي في ذلك أن

1 / 114