120

الذخائر والعبقريات

الناشر

مكتبة الثقافة الدينية

مكان النشر

مصر

تصانيف

حبطها، وإنما تحبط الماشية إذا لم تثلط ولم تبل، ثم حث صلوات الله عليه على إعطاء المسكين واليتيم من هذا المال، مع حلاوته ورغبةِ الناس فيه، ليقيَه اللهُ ﵎ وبالَ نعمتها في دنياه وآخرته. هيهات أن أبيت مبطانًا وحولي بطون غَرْثى ومن كلمة لسيّدنا علي ﵁ في كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عاملِه على البصرة: ولو شئتُ لاهتديتُ الطريقَ إلى مصفّى هذا العسل، ولُبابِ هذا القمح، ونسائجِ هذا القزِّ، ولكن هيهات أن يغلبَني هواي، ويقودَني جشعي إلى تخيُّر الأطعمة، ولعلّ بالحجاز وباليمامة من لا طمع له في القُرص، ولا عهد له بالشّبَع! أوَأبيتُ مِبطانًا وحولي بطونٌ غرثى، وأكبادٌ حرَّى، أو أكون كما قال القائل: وحَسْبُكَ عارًا أنْ تَبِيتَ بِبِطْنَةٍ ... وحَوْلَكَ أَكْبادٌ تحِنُّ إلى القِدِّ أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جُشوبة العيش! فما خلقت ليشغلَني أكلُ الطيّبات، كالبهيمة المربوطة همُّها علفُها، أو المرسلة شغلُها تقمُّمها، تكترش من أعلافِها، وتلهو عمّا يرادُ بها. . .

1 / 109