ذيل تاريخ بغداد
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير المؤمنين ! طأطئ من أشرافه (6) واشدد من شكائمه والا أفسد عليك أقرب الناس اليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال (الرشيد لعبد الملك) (1): ما يقول هذا ؟ قال: يا أمير المؤمنين ! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم (2) منزلة (3) وعلو مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن ! انتقص القوم وفضلتهم (4)، (وتخلفوا وتقدمتهم، حتى) (5) برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف، فقال عبد الملك: فلا أطفأها الله وأضرمها (6) عليهم بالمزيد من رأي أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشي به بعد ذلك، وتتابعت الاخبار فيه (بفساد نيته للرشيد) (7) وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الايام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه (غيظا) (8)، فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالامام ؟ فقال عبد الملك: قد بؤت إذا باعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين الا بغي (9) حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين ! انك خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في امته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها
صفحة ٣١