ذيل تاريخ بغداد
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ يقول: سمعت غير واحد من أهل أصبهان ممن أثق به أن عبد الوهاب الشيرازي أملى عليهم ببغداد يوما حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين) (5)، فصحف وقال: كنار في غلس، وكان الامام محمد بن ثابت الخجندي حاضرا فقال له - أو قيل له: ما معنى كنار في غلس ؟ فقال: النار في الغلس تكون أضوأ، قال الطرقي: وسأله بعض أصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي وقال له: هل لك به سماع ؟ فقال: ما الجامع ومن أبو عيسى ؟ ما سمعت بهذا الكتاب، ثم رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته.
وذكر يوما أنه سمع صحيح البخاري، فقلت له: هل معك أصل سماعك ؟ فقال: لماذا ؟ فقلت: لنسمع (1) منك، فقال: وما ببغداد صحيح البخاري ؟ في النسخ كثرة (2)، اقرؤا من بعضها.
قال الطرقي: ولما أراد الفامي أن يملي في جامع القصر فقلت له: لو استعنت ببعض حفاظ البلد فانتقى الاحاديث ورتبها على ما جرت به عاداتهم ؟ فقال: انما يفعل ذلك من قلت (3) معرفته بالحديث، وأما أنا فحفظي يغنيني (4)، ولم أحتج الى أحد (5) فيما يعنيني، وكان هذا أول يوم قدم وما كنت بلوته، فأملى اليوم الثاني وامتحنت بالاستملاء - أعوذ بالله من البلاء، فأول ما (6) حدث رأيته يسقط من الاسناد رجلا ويزيد فيه رجلا، ويبدل رجلا برجل، ويجعل الرجل الواحد رجلين والرجلين رجلا واحدا، ورأيت نصحه أعجز عن ذلك، وسأفصل ما أجملته: أما اسقاط رجل ففي غير موضع منها أنه ذكر الحسن بن سفيان عن يزيد بن زريع، فأمسك أهل المجلس أقلامهم ورفعوا الى رؤسهم، فمنهم المنكر بصريح لسانه، ومنهم المشير بحاجبه وبنانه، فقلت لهم: سقط أحد رجلين، ولا يزيد بين الحسن بن سفيان ويزيد اما محمد بن المنهال أو أمية بن بسطام، فقال المملي (7): اكتبوا كما في أصلي، وأما زيادة رجل فانه أورد اسنادا وكان في الكتاب (أنبأنا سهل بن بحر أنا سألته) فصحفه وقال (أنبأنا سهل بن بحر أنبأنا ساليه) وأما تبديل رجل برجل فأكثر من أن يلحقه الاحصاء كتبديل عمر بعمرو وجميل (8) بجميل وحبان بحبان وأشباه ذلك، وأما جعله الرجل
صفحة ٢٣٤