إِنَاءِ أَحدِكُم إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ أَنْ يُغْسَلَ سَبْعَ مَرَّاتٍ الأُولَى بِالتُّرَابِ، وَالْهِرَّةُ مِثْلُ ذَلِكَ " (١) .
فهذه الأحاديث يظن من لم يعرف صحتَها من سقمِها تعارضَها، فإذا درس هذه الأحاديث علم ضعف الحديث الثاني وبه يتبين أنه لا تعارض بين الحديثين.
٦- عدم فهم النص، وحمله على غير ما عني به:
مثاله:
ما روي عن رسول الله ﷺ من قوله: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن ".
فإن هذا الحديث رواه أحد الرواة بهذا اللفظ؛ وذلك لأنه فهم فهمًا خاطئًا للنص الذي سمعه وهو قوله: "
إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (٢) .
فإن الراوي باللفظ الأول فهم أن هاء الكناية تعود إلى لفظ الجلالة، فغير اللفظ على ما فهم، وليس ما فهمه صحيحًا؛ فإن هاء الكناية تعود إلى العبد الذي دل عليه الحديث الآخر، وذلك أن النبي -صلى الله عله وسلم- مرّ برجل يضرب ابنه أو عبده في وجهه لطمًا ويقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فقال ﷺ: " إذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ عَبْدَه فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (٣) .
وهذا يوقع في اللبس والإشكال المتحصل من رواية من لم يفهم النص.
المبحث الثاني:
معنى الترجيح وأسبابه
أولًا: معنى الترجيح:
الترجيح في اللغة:
أصل الترجيح الراء، والجيم، والحاء، أصل يدل على الرزانة والزيادة، والميل والثقل والتذبذب.
_________
(١) سيأتي تخريجه ص:
(٢) أخرجه مسلم (١٦/١٦٥) .
(٣) مشكل الحديث لابن فورك ص ٦، ٧.
1 / 14