تطور كتابة السيرة النبوية
الناشر
الثقافية العامة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ
مكان النشر
بغداد
تصانيف
التي كانت شائعة في عصرهم، وإذا كانت مادة أحاديث عدد من الصحابة المدونة في الصحائف والكتب مشكوكا في صحتها وقيمتها، فانه لا يوجد شك في أن مثل هذه الكتب كانت نادرة في جيل التابعين الذين أخذوا معارفهم عن الصحابة ووجد بينهم أناس يعتبرون علماء بالمغازي" «٥٣» .
كانت هذه المدونات من نتاج كل من:
١. أبان بن عثمان (ت ١٠٥ هـ) *:
وهو ابن الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض) ولد في المدينة المنورة وسمع من الصحابة بعض الأحاديث والروايات عن سيرة الرسول ﵌ وأحواله، وعين واليا عليها في زمن عبد الملك بن مروان (٦٧- ٨٧ هـ) «٥٤» .
اشتهر هذا الرجل بتدوينه مغازي الرسول ﵌ ومعرفته بها معرفته دقيقة، إذ تذكر إحدى الروايات أنه قد قام بتدوينها في زمن مبكر، وذلك حين سأله سليمان بن عبد الملك عند زيارته المدينة في موسم الحج عن مشاهد الرسول ﵌، إذ أجابه أبان: (هي محفوظة عندي)، فسرعان ما أحضرها له فلما قرأها أمر بتمزيقها ورميها بالنبل؛ وذلك لما رأى فيها من إبراز أبان لدور
_________
(٥٣) هوروفتس، يوسف، المغازي الأولى ومؤلفوها، ترجمة: حسين نصار، دار التأليف والترجمة، القاهرة، ١٩٤٩، ص ٣٠.
(*) كتب الدكتور محمد مفيد آل ياسين بحثا مستفيضا عن هذه الشخصية وعن الملابسات التي رافقتها من حيث تأكيد قيامها بتدوين أحداث السيرة، مجلة المؤرخ العربي، الأمانة العامة الاتحاد المؤرخين العرب، بغداد، العدد ٥٧، ١٩٩٩، ص ١٦٧- ١٧٤.
(٥٤) ينظر، ابن سعد، الطبقات، ٥/ ١١٢، ابن حيان، أبو حاتم محمد البستي (ت ٣٥٤ هـ)، مشاهير علماء الأنصار، تحقيق: فيلا شيهمر، مطبعة لجنة التأليف. والترجمة، القاهرة، ١٩٥٩، ص ٦٧.
1 / 46