161

تطور كتابة السيرة النبوية

الناشر

الثقافية العامة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ

مكان النشر

بغداد

تصانيف

مع تأكيد ما سبق أن السيرة النبوية لم تكن غافلة رواياتها ومصنفاتها عن مسامعهم وأعينهم طوال تلك المدة، بل أنها كانت تدرس في محافلهم وأنديتهم العلمية، فضلا عن رحلة بعض علماء الأندلس إلى المشرق في طلبها، إذ بينت كتب الإجازات العلمية هذا الأمر من حصول هؤلاء العلماء على قسم من تلك المصنفات سواء بالإجازة من قبل مؤلفيها أم الذين حصلوا على روايتها أم اقتناء نسخ منها يقرؤونها على من حصل إجازة روايتها ويقومون بدورهم بمنح هذه الإجازة إلى أبناء بلدهم «٣٠» . تتضح لنا من هذا العرض لهذه العوامل الأسباب الكامنة التي كانت وراء تأخر قيام الأندلسيين بتصنيف سيرة للرسول ﵌ إلى أن جاء ابن عبد السير ليكسر هذا الحكر الذي قام به المشرقيون لكتابة السيرة، إذ صنف كتابا أسماه (الدرر في اختصار المغازي والسير) . شكل هذا الكتاب نقطة تحول جادة في كتابة السيرة النبوية، وذلك لما نهجه فيه ابن عبد البر من منهج، إذ تمثل نهجه بمحاور عدة هي: ١. غلبة الوازع الأخلاقي في تصنيف هذا الكتاب على الوازع العلمي مما شكل هذا الأمر انعطافة مهمة بكتابة مصنفات الهدف منها الحصول على الثواب من الله في تصنيف هذا الكتاب بالدرجة الأساس وجعل الغاية العلمية في تصنيفه مسألة ثانوية، إذ نلمس ذلك في مقدمته التي قال فيها: " هذا كتاب اختصرت فيه ذكر مبعث النبي ﷺ وابتداء نبوته وأول أمره في

(٣٠) ينظر، ابن خير الأشبيلي، فهرست ما رواه عن شيوخه، ص ٢٣٠- ٢٣٧.

1 / 164