بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

عبد المتعال الصعيدي ت. 1391 هجري
85

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

الناشر

مكتبة الآداب

رقم الإصدار

السابعة عشر

تصانيف

وإما لإرادة نفس الحقيقة١؛ كقولك: "الرجل خير من المرأة، والدينار خير من الدرهم"، ومنه قول أبي العلاء المعري "من البسيط": والخل كالماء يبدي لي ضمائره ... مع الصفاء ويخفيها مع الكدر٢ وعليه من غير هذا الباب قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: ٣٠] أي: جعلنا مبدأ كل شيء حي من هذا الجنس الذي هو الماء؛ لما روي أنه تعالى خلق الملائكة من ريح خلقها من الماء، والجن من نار خلقها منه، وآدم من تراب خلقه منه. ونحوه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ﴾ [الأنعام: ٨٩] . والمعرف باللام٣ قد يأتي لواحد٤ باعتبار عهديته في الذهن٥؛ لمطابقته الحقيقة٦؛ كقولك: "ادخل السوق" وليس بينك وبين مخاطبك سوق معهود في الخارج، وعليه قول الشاعر "من الكامل":

١ هذه لام الجنس. ٢ هو لأحمد بن عبد الله، المعروف بأبي العلاء المعري. والخل: الصديق، وضمائره: ما يضمره من المودة وغيرها، وليس الحكم هنا على خل معهود، وإنما هو على جنس الخل. ٣ يعني لام الحقيقة؛ لأنها هي التي يأتي فيها لام العهد الذهني، ولام الاستغراق. وقيل: إن لام العهد الذهني ولام الاستغراق مقابلتان للام العهد الخارجي ولام الحقيقة، وعلى هذا تكون لام الحقيقة هي التي يراد منها الحقيقة بقطع النظر عن الأفراد، ويُقصَر عليها اسم لام الجنس. ٤ أي: مبهم، بخلاف لام العهد الخارجي؛ فإنها لمعين. ٥ تسمى اللام فيه لام العهد الذهني. ٦ يريد بمطابقته الحقيقة اشتمالها عليه.

1 / 87