100

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

الناشر

مكتبة الآداب

رقم الإصدار

السابعة عشر

تصانيف

أحسن خالدا"، وصِيَغ العقود نحو: "بعت واشتريت" فإن هذه كلها إنشائية وليس شيء منها بطلبي. ولامتناع وقوع الإنشائية صفة أو خبرا؛ قيل في قوله "من الرجز": جاءوا بمَذْق هل رأيتَ الذئب قط١ تقديره: جاءوا بمذق مقول عنده هذا القول، أي: بمذق يحمل رائيه أن يقول لمن يريد وصفه له: هل رأيت الذئب قط؟ فهو مثله في اللون؛ لإيراده في خيال الرائي لون الذئب لوُرقته٢. وفي مثل قولنا: "زيد اضربْه أو لا تضربْه" تقديره: "مقول في حقه: اضربه أو لا تضربه"٣.

١ هو لعبد الله بن رؤبة التميمي المعروف بالعجّاج، وقبله: حتى إذا جن الظلام واختلط والمذق: اللبن المخلوط بالماء، مصدر بمعنى اسم المفعول، وقوله: "جن الظلام" بمعنى أقبل أوله، واختلاطه إنما يكون بعد ذهاب نور النهار كله. يصف قوما أضافوه وأطالوا عليه، ثم أتوه بهذا المذق. ٢ الورقة: سواد في غُبْرة. ٣ قد يأتي الوصف لأغراض أخرى؛ منها الترحّم في قول الشاعر "من الوافر": إلهي، عبدك العاصي أتاكا ... مقرا بالذنوب وقد دعاكا ومنها قصد الإبهام، نحو قولك: "تصدقت صدقة كبيرة أو صغيرة". ومنها قصد التعميم، مثل قولك: "أكرِمِ الناسَ الصغارَ والكبار".

1 / 102