أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
الناشر
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٧ هـ
سنة النشر
٢٠٠٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
القيام
و" كان ﷺ يقف فيها قائمًا، في الفرض والتطوع (١)؛ ائتمارًا بقوله
تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (٢) (البقرة: ٢٣٨) .
_________
(١) أما قيامه في الفرض؛ فقد سبق ذكر بعض الأحاديث الواردة في ذلك.
وأما قيامه في التطوع؛ ففيه حديث حفصة زوج النبي ﷺ أنها قالت:
ما رأيت رسول الله ﷺ صلَّى سبحته قاعدًا قط، حتى كان قبل وفاته بعام؛ فكان
يصلي في سبحته قاعدًا، ويقرأ بالسورة، فيرتلها؛ حتى تكون أطولَ مِن أطولَ منها.
أخرجه مالك (١/١٥٧) عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي
وَداعَةَ السَّهْمِي عنها.
ومن طريق مالك أخرجه مسلم (٢/١٦٤)، والنسائي (١/٢٤٥)، والترمذي في
" السنن " (١/٢١١ - ٢١٢) وفي " الشمائل " (٢/٩٩)، وكذا الإمام محمد في " موطئه "
(ص ١١٢)، والبيهقي (٢/٤٩٠)، وأحمد (٦/٢٨٥)؛ كلهم عنه به.
ثم أخرجه مسلم، وأحمد من طريق معمر عن الزهري به.
ومن اللطائف في هذا الإسناد: أن فيه ثلاثة من الصحابة على نسق واحد يروي
بعضهم عن بعض: السائب، والمطلب، وحفصة. ﵃ أجمعين.
(٢) أي: خاشعين ذَلِيْلِيْنَ مُسْتَكِيْنِيْنَ بين يديه.
وهذا الأمر مستلزم ترك الكلام في الصلاة؛ لمنافاته إياها. ولهذا لما امتنع النبي ﷺ
من الرد على ابن مسعود حين سلم عليه وهو في الصلاة؛ اعتذر إليه بذلك، وقال:
" إن في الصلاة لشغلًا " (*) . كذا في " تفسير ابن كثير ".
_________
(*) متفق عليه. وانظر تخريجه في " صحيح أبي داود " (٨٥٦) .
1 / 79