دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين ط مجمع البحوث
الناشر
مجمع البحوث الإسلامية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥ م.
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى مالك الملك لا شريك له في ملكه ولا معبود بحق سواه والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ الذي أكرمنا الله برسالته وفضلنا بتلك الرسالة على سائر الأمم فجل من قال:
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران، الآية: ١١٠]
ورسالة محمد ﷺ -مرجعها إلى أصلين شريفين هما: القرآن الكريم والسُنَّة النبوية المطهَّرة.
والقرآن أصل الدين ومنبع الصراط المستقيم ومعجزة النَّبِي ﷺ -العظمى وآياته الباقية على وجه الدهر، والسُنَّة بيان للقران وشرح لأحكامه وبسط لأصوله واتمام لتشريعاته والسُنَّة متى ثبتت عن المعصوم ﷺ -فهي تشريع وهداية واجبة الاتباع ولا محالة.
والسُنَّة بعضها بوحي جلي عن طريق جبريل - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - وبعضها بالإلهام والقذف في القلب وبعضها بالاجتهاد حسب ما علم النَّبِي ﷺ -من علوم القرآن وقواعد الشريعة وما امتلأ به قلبه من فيوضات الوحي الذي لا يتوقف على قراءة وكتابة وكسب وبحث.
وقد عنيت الأُمَّة الإسلامية بتتبع هذين الأصلين القرآن والسُنَّة عناية فائقة لم تعهد في أمة من الأمم نحو ما أثر عن أنبيائها وملوكها وعظمائها.
فقد حفظ الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - القرآن وتدبروه وفهموه وبلغزه كما أنزله الله إلى من جاء بعدهم من التابعين وحمله التابعين وبلغوه كما تلقوه إلى من جاء بعدهم وهكذا تداوله الجم الغفير الذين لا يحصون في
المقدمة / 1