دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد
الناشر
مکتبة دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ م
مكان النشر
للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض
تصانيف
- تجريد المتابعة للنبي ﷺ.
فإذا تقرّر ذلك، واستبان لنا أن " تعظيم النبي ﷺ " من جنس العبادات التي تُلتَمَسُ حدودُها من موارد الشرع، وأنّ الخروج عن هذه الموارد ابتداعٌ وضلالةٌ=علمتَ مدى خروج كثيرٍ من الناس عن مقتضى السَّنَن الأبْين، والصراط القويم في تعظيم النبي ﷺ. فتعظيمه المشروع يدور على القلب، واللسان، والجوارح.
فتعظيم القلب: تابعٌ لاعتقاد كونه ﷺ عبدًا منَّ الله عليه بالرسالة، وشرّفه بالعبودية، فينشئُ فيه استشعار هيبته ﷺ، وجلالهِ ﷺ، واستحضاره لمحاسنه، ومكانته ﷺ، والمعاني الجالبة لحبّه.
وتعظيمُ اللسان: يكون بالثَّناءِ عليه بما هو أهله ﷺ، مما أثنى به عليه الله تعالى، ومما أثنى به ﷺ على نَفْسِه، مع التحرُّز من وَضَر التَّفْريط، أو الإِفراط. ومن أعظم ذلك: الصَّلاة والسلام عليه ﷺ.
ومن تعظيم اللسان: تعداد فواضله وخصائصه ﷺ،والتأدُّب عند ذِكره ﷺ؛ بِقَرْنِ ذكر اسمه بلفظ النبوّة، أو الرسالة، مع الصلاة والسلام عليه ﷺ.
ويدخل تحت سرادق هذا التعظيم = ذكر دلائل نبوّته ﷺ؛ فإنَّ هذا الذِّكرَ مِمَّا يزيدُ في محبَّتِه ﷺ التي تستولدُ بعد ذلك اتباعًا على نَهْجه ﷺ، وتمسُّكًا بسنَّتِه ﷺ؛ وذلك هو:
- تعظيمٌ بالجوارح: بلزوم سُنته ﷺ، واتباع شريعتِه ﷺ. فهذا التعظيم (^١) هو المحكُّ الذي تتّضح به حقيقة الدعوى من زيفها. ولذا قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ آل عمران، آية: ٣١
فمن جعل تعظيمه ﵊ في مخالفته أمره ﷺ = فقد
(^١) انظر: "تيسير العزيز الحميد" (١/ ٥٦١) .
1 / 226