دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد
الناشر
مکتبة دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ م
مكان النشر
للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض
تصانيف
بمجموعها التواترَ بصحتها في الآخرة لمُذنبي المؤمنين، وأجمع السَّلفُ الصَّالحُ ومَن بعدهم من أهل السُّنَّة عليها) (^١)
والإمام ابن تيميَّة ﵀ إذ قال مُقرِّرًا ذلك: (فقد تَواترتِ الأحاديثُ عن النَّبى فى أنَّه يخرجُ أَقوامٌ من النَّار بعد ما دخلوها، وأنَّ النبىَّ [ﷺ] يشفع في أَقوامٍ دَخَلوا النَّارَ. وهذه الأَحاديثُ حجةٌ على الطَّائفتين الوعيدية الذين يقولون: من دخلها من أهل التوحيد لم يخرج منها، وعلى المرجئة الواقفة الذين يقولون: لا ندرى هل يدخل من أهل التوحيد النار أحد أم لا) (^٢)
والحافظ الذَّهبي حيثُ قال: (فشفاعته لأهل الكبائر منه أمته، وشفاعته نائلة؛ من مات يشهد أن لا إله إلاّ الله، فمن ردَّ شفاعته، وردَّ أحاديثها جهلًا منه = فهو ضال جاهل قد ظن أنها أجبار آحاد، وليس الأمر كذلك، بل هي من المتواتر القطعي) (^٣)
بل قال ابن جرير ﵀: (فإن الأخبار المرويةعن رسول الله ﷺ متظاهرة بنقل من يمتنع في نقله الخطأ، والسهو، والكذب، ويوجب نقله العلم، أنه ذكر أن الله جلّ ثناؤه يخرج من النار قومًا بعدما امتحشوا وصاروا حممًا بذنوب كانوا أصابوها في الدنيا، ثم يدخلهم الجنة، وأنه قال: (شفاعة لأهل الكبائر من أمتي)، وأنه ﵇ يشفع لأمته إلى ربه ﷿ فيقال (أَخْرِج منها من كان في قلبه مثقال حبةٍ من خردلٍ من إيمان)، في نظائر لما ذكرنا من الأخبار التي إن لم تثبت صحتها = لم يصح عنه خبرٌ ﷺ) (^٤) .
(^١) "إكمال المعلم"للقاضي عياض (١/ ٨٢٢)
(^٢) "مجموع الفتاوى" (٧/ ٤٨٦)
(^٣) إثبات الشفاعة"للإمام الذهبي (٢٠)
(^٤) "التبصير في معالم الدين"للإمام ابن جرير الطبري (١٨٥ - ١٨٦)
1 / 191