170

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

الناشر

مکتبة دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ م

مكان النشر

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

تصانيف

ابن عطية ﵀ مبينًا ذلك: (... أَخبرنا تعالى أن شفاعة الشافعين لا تنفعهم = فتقرّر من ذلك: أن ثَمَّ شافعين. وفي صحة هذا المعنى أَحاديث) (^١)
ومن تلك الأدلة غير الصريحة في إثبات الشفاعة: قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)﴾ الإسراء: ٧٩ والمقام المحمود مُجْمَلٌ؛ تكفلت السُّنة ببيانه. فقد روى أحمد، والترمذي -وحسَّنَهُ- عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ في قوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)﴾ الإسراء، سئل عنها؛ قال: (هي الشفاعة) (^٢)
وعن ابن عمر ﵄ قال: (إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثًا) (^٣)، كل أمة تتبع نبيِّها، تقول: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع. حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ﷺ؛فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود (^٤) .
وبمحصل هذه الدَّلائل؛ انعقد الإجماع على إثبات الشَّفَاعةِ.
قال الإمامُ أَبو زكريا السَّلَمَاسي ﵀ حاكيًا إجماع أهل السُّنَّة: (وأجمعوا أَنَّ الشَّفَاعةَ حقٌّ) (^٥)

(^١) "المحرر الوجيز" (١٩٢١)، وانظر: "أحكام القرآن" للقرطبي (١٩/ ٨٨)
(^٢) رواه أحمد في "المسند" (٣/ ١٨٥) والترمذي في "الجامع"، كتاب "تفسير القرآن"، باب "ومن سورة بني إسرائيل" (٥/ ٢٨٣ - رقم (١٣٧» وحسَّنه، وصححه الألباني = انظر: = ="صحيح سنن الترمذي" (٣/ ٦٨ - ٦٩)
(^٣) جثا: جَمَاعة= "النهاية" (١٣٨)
(^٤) رواه البخاري في: كتاب "التفسير" باب "قوله تعالى ﴿عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا﴾ " (٩٨٩ - رقم [٤٧١٨])
(^٥) "منازل الأئمة الأربعة" (١٢٣) وأبو زكريا السلماسي (٤٧٤ - ٥٥٠ هـ):هو يحي بن أبي طاهر إبراهيم ابن أحمد الأزدي السَّلَمَاسي، إمام واعظ ينتحِل مذهب الإمام الشَّافعي في الفروع، من مؤلفاته "باب المدينة"=انظر: "تاريخ دمشق" (٦٤/ ٤٥)

1 / 175