دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد
الناشر
مکتبة دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ م
مكان النشر
للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض
تصانيف
العمل بما علمه من النبي ﷺ فما أَن بلغته سُنةٌ عن رسول الله =حتى لزِم غرزها، وانقاد لها.
ج- فعن أبي الجوزاء قال: سألت ابن عبَّاس عن الصَّرف (^١) فقال: (يدًا بيدٍ لا بأس به) ثم حججتُ مرَّة أُخرى، والشيخُ حيٌّ، فأتيته فسألته عن الصَّرف قال: (وزنًا بوزنٍ) قلتُ له -القائل أبو الجوزاء-: إنَّك كُنت أَفتيتني اثنتين بواحد، فلم أَزل أُفتي به منذُ أَفتيتني =قال ابن عباس: كان ذلك عن رأْيٍ، وهذا أَبو سعيد الخُدري يُحدِّثُ عن النبي ﷺ، فتركتُ رأيي لحديثِ رسول الله ﷺ) (^٢)
د- بل يبلغ الأَمر في ذات السُّنّة إلى الهجر والتقاطع: فعن سالم بن عبدالله بن عمر عن أَبيه أَنَّه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم إليها) قال: فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن. فأقبل عليه عبدالله بن عمر فسبَّه سبًّا سيئًا ما سمعته سبّه مثله قط، وقال: أُخبرُك عن رسول الله ﷺ،وتقول والله لنمنعهن!! (^٣)
والآثار في ذلك كثيرة جدًّا ليس المقام مقام إحاطة بالمرويّ في هذا الباب، إذِ المقصود بيان أَن المتقرر لدى ذاك الجيل هو تعظيم السُّنّة، واطِّراح كلِّ ما يُخالفها من الآراء.
(^١) الصرف: مبادلة نقد بنقد =انظر: معجم لغة الفقهاء (٢٤٤) (^٢) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٥١)،وابن ماجه في "السُّنن"كتاب "التِّجارات"،باب"من قال لا ربا إلّا في النَّسيئة" (٢/ ٧٥٩ - رقم [٢٢٥٨]) مُختصرًا، والبيهقي في"السُّنن الكبرى" (٥/ ٢٨٢) والخطيب البغدادي (١/ ٣٦٩ - رقم [٣٦٩]) وإسناده صحيح =انظر: "إرواء الغليل" (٥/ ١٨٧ - ١٨٨) (^٣) أخرجه مسلم في كتاب" الصلاة " باب"خروج النساء إلى المساجد " (١/ ٣٢٧ - رقم [٤٤٢])
1 / 102