مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
الناشر
مطابع أضواء المنتدى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
لاستخراج الصواب في الدنيا والآخرة، حيث يقول لمن رضي دينهم: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: ٣٨) كما أمرهم بالمجادلة والمقاتلة، لمن عدل عن السبيل العادلة، حيث يقول آمرًا وناهيًا لنبيه والمؤمنين، لبيان ما يرضاه منه ومنهم: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل: ١٢٥) ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ سورة العنكبوت (العنكبوت: ٤٦) .
فكان أئمة الإسلام ممتثلين لأمر المليك العلاّم، ويجادلون أهل الأهواء المضلة، حتى يردّوهم إلى سواء الملة، كمجادلة ابن عباس ﵄ للخوارج المارقين، حتى رجع كثير منهم إلى ما خرج عنه من الدين، ومن في قلبه ريب يخالف اليقين " (١)
وذكر أن المناظرة المحمودة نوعان، ثم فصّل ذلك قائلًا: "وذلك لأن المناظر إما أن يكون عالمًا بالحق، وإما أن يكون طالبًا له، فمن كان عالمًا بالحق فمناظرته المحمودة أن يبيّن لغيره الحجة التي تهديه إن كان مسترشدًا طالبًا للحق إذا تبيّن له، أو يقطعه ويكف عدوانه إن كان معاندًا غير متبع للحق إذا تبيّن له..
وذلك لان المخالف بالمناظرة إذا ناظره العالم المبيّن للحجة، إما أن يكون ممن يفهم الحق ويقبله، وإما أن يكون ممن لا يقبله إذا فهمه، أو ليس
_________
(١) . تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل ١/٣، ٤ = بتصرف يسير
1 / 10