مناظرات ابن تيمية لأهل الملل والنحل
الناشر
مطابع أضواء المنتدى
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
وأضاف شيخ الإسلام - في مصنف آخر - قائلًا: (١)
"وسألني هذا عما يحتجون به من الحديث مثل الحديث المذكور في العقل (٢)، ومثل حديث: كنتُ كنزًا لا أعرف فأحببتُ أن أعرف وغير ذلك؟ فكتبتُ جوابًا مبسوطًا، وذكرتُ أنّ هذه الأحاديث موضوعة (٣) "
جـ) المناظرة الثالثة: ومن مناظراته ومخاطباته لشيوخ تلك الطائفة ما حكاه قائلًا:
" وقد خاطبني مرة شيخ من هؤلاء، وكان ممن يظن أن الحلاّج (٤)
قال: "أنا الحق " لكونه كان في هذا التوحيد، فقال: الفرق بين فرعون والحلاّج أن فرعون قال: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (سورة النازعات: ٢٤) وهو يشير إلى نفسه، وأما الحلاج فكان فانيًا عن نفسه، والحق نطق على لسانه، فقلت له: أفصار الحق في قلب الحلاج ينطق على لسانه، كما ينطق الجني على لسان المصروع.
وهو سبحانه بائن عن قلب الحلاج وغيره من المخلوقات، فقلب الحلاج أو غيره كيف يسع ذات الحق؟ ثم الجنّي يدخل في جسد الإنسان، لا يكون الجني في قلبه فقط، فإن القلب كل ما قام به فإنما هو عرض من
_________
(١) . يعنى الحديث الموضوع: "أول ما خلق الله العقل.. الخ " وانظر تفصيل الكلام عن هذا الحديث في السبعينية ص ١٧١ - ١٨٢، والصفدية ١/٢٣٣.
(٢) . النبوات ١/ ٤٠٢.
(٣) . هو الحسين بن منصور الحلاّج، نشأ بتستر وخالط الصوفية وزعم أن الله حل فيه، فأمر الخليفة المقتدر بصلبه وقتله سنة ٣٠٩ هـ.
انظر: تاريخ بغداد ٨/١١٢-١٤١، سير أعلام النبلاء ١٤/٣١٣ - ٣٥٤.
(٤)
1 / 29