وكانت قبيلة طيء قد تحالفت مع بني أسد ومع غطفان، ثم حصل اختلاف بين طيء وبني أسد قبل البعثة النبوية بفترة وجيزة، فانحازت غطفان إلى بني أسد ضد طيء ونشبت الحرب بينهم، فأخرج عطفان وبنو أسد قبيلة طيء من أرضها، فألغى ذو الخمار بن عوف الجذمي الحلف بين طيء وغطفان، واستنجد بقبيلتي غوث وجديلة ( وهما فرعان من طيء ) لاستعادة الأراضي التي خسرتها طيء. وبعد البعثة النبوية كتب رسول الله صلى الله عليه وآله كتابا إلى بني أسد يمنعهم فيه من التعرض لأرض طيء ومياهها.
إسلام طيء
قدم وفد طيء إلى المدينة وفيهم زيد الخيل بن مهلهل، وكانوا خمسة عشر رجلا، فأسلموا على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فأمر لهم بصلات وجوائز، وسمى زيدا ب « زيد الخير »، وأمره على « فيد » وبعض نواحيها، ثم توفي زيد عند عودته.(52)
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله في السنة العاشرة للهجرة أمير المؤمنين عليا عليه السلام لتخريب قرية « فلس » فحمل علي عليه السلام على أرض حاتم في جيش قوامه مائتا فارس وخربوا القرية وعادوا بغنائم وسبايا منهن: سفانة بنت حاتم الطائي.(53)
ثم إن سفانة سألت رسول الله صلى الله عليه وآله بإشارة من علي عليه السلام أن يطلقها، فأطلقها صلى الله عليه وآله وجهزها وحملها على ناقة، فسارت سفانة إلى الشام والتقت بأخيها عدي بن حاتم وكان قد فر إلى الشام. وكان عدي يدين بالمسيحية يومذاك، فنصحته بأن يسلم وحدثته عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله الكريمة، فعاد معها إلى المدينة وأسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وآله، فأرسله النبي صلى الله عليه وآله لجمع صدقات قومه(54).
صفحة ١٩