فقالت الملكة واجفة متظاهرة بالشجاعة: أبلغي الأمة أن غدا فصل الخطاب، وفيه ننزل العقاب على الخونة، استعملي حكمتك في تهدئة خواطر الأمة وتبديد الجمهور.
فانحنت أمازونيا وقالت: الأمر أمر مولاتي، سأرى ماذا في مقدوري أن أفعل، ليتني أنجح.
ثم خرجت أمازونيا، ودخل توا أفريدوس، وقال: لقد أعددت المطهمين الأولين. - لا نحتاج إلى شيء غيرهما، في الصباح نكون في قصر الحدود، وفي أول الليل نبرحه. - لا نؤجل السير إلى عاصمة جاريجاريا؛ لئلا تدركنا مطارداتنا. - لا يشعرن بفرارنا إلا صباحا، فلا خوف من مطاردتهن لنا، أود أن أدخل جاريجاريا ليلا بعد أن تكون قد سبقتني لاسترضاء أبيك. - أبي يغتبط عظيم الاغتباط بقدومك، ويتنازل لي عن العرش حال وصولك؛ لأنه يحسب قدومك انتصارا لإلهه. وا سعادتاه إذا صح هذا الحلم، وداعا يا بنطس. - لا تودعيها، فستعودين إليها مكرمة محبوبة وملكة. - هلم أعانقك عناق القران يا ينبوع السعادة والهناء. أظن يجب أن تبرح بنطس بأسرع ما يستطاع لئلا يحدث الكسوف ونحن هنا فتتم نبوءة الهيكل فيقع الويل.
فقهقه أفريدوس وقال: إن نبوءة هيكلك - ولو كسفت الشمس - خائبة؛ إذ لا صلة بين الكسوف وحوادث الأرض. ما هذه النبوءات التي تصدر عن الهياكل إلا خداع للشعوب. أنا ابن كاهن وأعرف كيف أبي يؤثر على الشعب بإصدار النبوءات، لا تعلقي أهمية على نبوءة هيكلك، فما هي إلا قسم من الدسيسة المتبيتة ضدك، والمكيدة المنصوبة حولك.
عند ذلك نقر الباب، فأجفلت الملكة وقالت: داهية جديدة، أسرع إلى كنك.
8
ففتحت الباب الملكة وإذا جورجيا تقول لها: رئيسة الكاهنات يا مولاتي!
فتجلدت الملكة وقالت: مرحبا بها، لا ريب أن الإله أوحى إليها أني في حاجة إلى مقابلتها السعيدة، مقابلة موفقة بإذن الإله.
وما خرجت جورجيا حتى فتحت الملكة الباب الأوسط واستدعت أمها بسرعة، فحضرت وهمست لها: أظن أن الخطة موفقة جدا يا أماه؛ لأن رئيسة الكاهنات قدمت من تلقاء نفسها كأن الآلهة أوحت لها خيرا.
فقالت الأم متململة: وقتنا الآلهة من مفاجآت كاهناتها، إني أتوقع شرا من هذه الخبيثة.
صفحة غير معروفة